Wapedia
Wiki: ثقافة السودان
يمتد السودان على مساحة واسعة ما بين جنوب مصر وحتى المناطق الاستوائية في وسط أفريقيا, مما أدى لوجود مختلف العرقيات والثقافات والأديان, لكن يشكل الإسلام الخلفية الثقافية لغالبية سكان السودان خاصة الأجزاء الوسطى والشمالية منه. فيما تتشكل ثقافة الجنوب وجنوب شرق وغرب السودان من الثقافات الأفريقية الخالصة وان مازجها الإسلام قليلا.
سيدة سودانية عام 1901 م
محتويات:
1. الثقافة القبلية واللغوية
2. الثقافة العربية الإسلامية
3. أثر نهر النيل في الثقافة السودانية
4. أهم التقاليد السودانية
5. رمضان
6. مظاهرالزواج في السودان
7. رقص العروس :-
8. الجلد أو الضرب ب السوط أو ما يعرف بالبطان في احتفالات الزواج عند بعض القبائل السودانية:-
9. المآتم
10. الكشف أو قائمة المساهمة المالية في الافراح والمآتم:-
11. الحركة الثقافية الحديثة في السودان
12. المثقفون السودانيون
13. أنظر أيضا
1. الثقافة القبلية واللغوية
ثؤثر الثقافة القبلية بشكل كبير على غالبية أهل السودان, ويتداخل العالم القبيلي في أغلب الممارسات اليومية والاجتماعية والزواج, بحيث يكون للخلفية القبلية الأولية في هذه العادات الاجتماعية. يزيدالاهتمام بالمسائل المتعلقة بالعادات القبلية في المجتمات الريفية, وكما تتوافق العادات والتقاليد بشكل كبير بين القبائل السودانية الشمالية الرئيسية: النوبة "حلفاويين ومحس وسكوت ودناقله" والشايقية والجعلية والشكرية وسكان أواسط السودان بالرغم من أن النوبة ليسوا عربا في الأساس, ويرجع ذلك للاختلاط الذي تم بين هذه القبائل على مر العصور.
2. الثقافة العربية الإسلامية
تفتخر أغلب قبائل اواسط وشمال السودان بأًًنتسابها للثقافة العربية الإسلامية، بينما يقل هذا الشعور في اقاصى البلاد مثل جنوب السودان ومناطق النيل الأزرق وغرب السودان وقطاعات من شمال السودان خصوصا المناطق التي لاتتحدث اللغة العربية الا كلغة ثانية.
لكن الثقافة العربية والإسلامية تلعب دورا هاما ورئيسيا في العادات اليومية والأعراف والتقاليد التي لا تختلف كثيرا عن العادات السائدة في أغلب الدول العربية. كما كان السودان في اواخر القرن ال 19 مقصد طلاب العلوم الإسلامية لكثرة الشيوخ والخلاوى التي اشتهرت على مدى قرون بتحفيظ القرآن الكريم وعلومه، وتعد الثورة المهدية 1881 م -1898 م هي ذروة سنام الثقافة الإسلامية في السودان، الذي كان وقتها غنيا بالموارد خصوصا الزراعية والبشرية والحيوانية ويقال ان عرب السودان هم من سلالة قوم عاد والله اعلم.
3. أثر نهر النيل في الثقافة السودانية
يمثل نهر النيل الرابط الحقيقي لغالبية قبائل السودان حيث يقطن غالبية أهل السودان حوض نهر النيل الذي يمتد من أقصى الجنوب لأقصى الشمال مضيفا لمسة ثقافية خاصة لكل قبيلة يمر بأرضها.فنجد الأغاني الشعبية التي تدور حو نهر النيل والفيضان ،و التي تعكس جزء أساسي من الثقافة السودانية
4. أهم التقاليد السودانية
تشتهر القبائل السودانية على اختلافها بالطبيعة المحافظة والتدين العام والذي يربط الفرد والمجتمع. ترتبط العادات والتقاليد السودانية بالمناسبات الدينية مثل شهر رمضان وعيد الاضحى وعيد الفطر وأيضا بالمناسبات الاجتماعية الخاصة مثل الزواج والمآتم.
تاريخيا انفرد السودانيين بعادة الشلوخ وهى علامات توضع على جانبى الوجه أو على الصدغ تختلف من قبيلة لأخرى فيما توجد نفس هذه الشلوخ في جنوب السودان لكنها توضع في الغالب في الجبهة. حاليا توقفت هذه العادة الا في القليل من البقاع الريفية النائية.ويعتقد بأن هذه العادة مرتبطة بتاريخ الرق القديم إذ تعتبر الشلوخ بعدم إمكانية اذالتها بمثابة اثبات انتماء حى لا يقبل خرقه. بمعنى انه إذا وقع أحد افراد القبيلة في الاسر يتعرف عليه الاخرين فورا ويهبون لنجدته.
نموذج للشلوخ لدى الشلك 1914
وتأخذ الشلوخ اشكالا مختلفة بأختلاف القبيلة، فمثلا عند الشايقية كانت ثلاث خطوط عرضية على جانبى الوجه، وعند بعض القبائل العربية كانت تبدو كحرف [H] وعند النوبيون ثلاث خطوط طولية [III] أو خطين في الصدغ وفى الجنوب عند الدينكا والنوير وباقى القبائل تكون الشلوخ ذات خصائص ادق حيث توضع عند النوير بشكل خطوط عرضية تملأ الجبهة وعادة ما تكون خطوط رقيقة، وعند بعض فروع الدينكا يتم ملئ الوجه كاملا بدوائر صغيرة، وعند الشلك يتم عمل خط فوق الحاجبين من الدوائر البارزة.
5. رمضان
يبدا الاعداد لشهر رمضان في السودان قبل وقت مبكر، حيث يتم اعداد العديد من المشروبات التي لا توجد في أي بلد آخر غير السودان وهي شراب (الحلو مر - ويسمى أيضاً الأبريه) بالإضافة للمشروبات المعروفة في بعض الدول العربية الأخرى مثل الكركديه "العناب" والعرديب وهو ثمرة تشبه تمر هنديو التبلدي (القنقليز) أيضا تشتهر المائدة السودانية بأكلة العصيدة التي تختلف عن أنواع العصيدة المعروفة في بلاد الخليج العربي.
ومنذ تاريخ بعيد يعود للممالك الإسلامية في السودان اشتهر الناس بحب اشاعة الخير في شهر رمضان، وخصوصا التكفل بافطار الصائمين، لذلك تجد أغلب الناس في رمضان يفطرون في الشوارع (الضرا) ويؤدون صلاة المغرب في الشارع املا في مرور عابر سبيل أو مسكين، فيجبرونه على الأكل معهم، فيما اشتهرت بعض قرى ولاية الجزيرة بالتكفل بالباصات السفرية الكاملة التي يصادف مرورها وقت الآذان.
مع ملاحظة ان السودانيين لايفرقون عادة بين المارة في الشوارع فيكون منهم المسلمون والمسيحيون والوثنيون وحتى اللادينيين فبغض النظر عن دينهم يتم الأصرار عليهم على تناول الطعام أو على الاقل تذوقه.لأن الغرض الرئيسى هو التواصل والكرم واشاعة المحبة والتشارك.وذلك لنطلاقاً من قوله صلى الله عليه وسلم (وفي كل كبد رطبة أجر)
6. مظاهرالزواج في السودان
يسمى الزواج في اللهجة السودانية بـ"العرس" بكسر العين، كما يسمي (هداي)بلغة التقري ذات الاصول العربية التي يتحدث بها عدد كبير من سكان وسط وشرق السودان, ويبدأ الاحتفال به قبل فترة طويلة, يتم فيها ما يعرف (بقولة الخير) اولا، وهى مايقصد بها طلب الزواج الذي تقوم به اسرة الشاب واعيان عائلته وبعد القبول تقوم صديقات العروس بحبسها أي اخفائها بوضعها في برنامج مكثف من التغذية وعدم التعرض للشمس حتى تكون العروسه في أبها صورها في ليلة الزواج التي تسبقها ليلة حفل الحناء التي تقام للعروسين بشكل منفصل. ورغم أن الغالبية العظمى من مختلف الاعراق السودانية هم في الأساس محافظون في مسألة الزواج وعادة ما يتم قبول طالب الزواج إذا لم يكن لديه عيوب اخلاقية خطيرة بغض النظر عن وضعه المالى ودون ارهاقه بالطلبات والمهر والشروط. وغالبا يتم عقد القرآن في اقرب مسجد لبيت اهل العروس. إلا أن هنالك بعض اشكال الممارسات السودانية المميزة التي تجانب الأسلوب المحافظ لغالبية الناس مثل رقص العروس، وتنطق باللهجة السودانية رقيص العروس، وهى عادة غير مقبولة وغير متبعة عند الكثير من السودانيين.
7. رقص العروس :-
هو عبارة عن احتفال خاص بالسيدات من اسرتى الزوجين يكون عادة صباح ليلة الدخلة، ويشترط في الغالب عدم حضور أي رجل باستثناء العريس وعدم التصوير خصوصا بكاميرات الفيديو، ويتم الغناء بواسطة مغنية متخصصة في لونية فنية خاصة تسمى في الاوساط السودانية باسم اغانى البنات وهو مصطلح يطلق على غناء بسيط المفردة تؤديه الفتيات، يدور حول الزواج والجمال والحب ومدح صفات النساء وشيم الرجال وأحيانا السخرية. ويغيب الرجال عن هذا الإحتفال لكون العروس تتبرج لأقصى الحدود الممكنة : يعتقد ان ذلك يحدث لعدة أسباب ذات خلفيات سايكلوجية وإجتماعية منها:
* إثبات الذات بطريقة انثوية بحتة.بكشف ما خفى من جسدها لاثبات عدم اصابتها باى نوع من المشاكل الصحية والجمالية، وما يتبع ذلك من اخراس لألسنة النساء الغير راضيات عن الزواج من الأسرتين.
* محاولة تشريف للزوج باثبات جدارة عروسه واحقيتها الجمالية به.
* إبراز الإمكانيات المادية للزوج لأن هذا الإحتفال عادة مايكون مكلفا جدا، لأن تكاليف المغنيات خرافية والعروس ترتدى ما امكنها من الذهب والمجوهرات وعند كل رقصة يجب عليها تبديل ملابسها وحليها وزينتها.
* فيما يعتقد البعض الأخر عكس ذلك تماما، لمخالفته الاخلاقيات الإسلامية، فضلا عن كونه إتلاف للمال واشعال لروح التنافس والحسد بين الفتيات في اهتمامات كمالية عديمة النفع.
8. الجلد أو الضرب ب السوط أو ما يعرف بالبطان في احتفالات الزواج عند بعض القبائل السودانية:-
وهو عادة قديمة عند قبيلة الجعليين والقبائل ذات الأصول العربية بصفة خاصة, شب عليها الكبار ونشأ فيها الصغار, وهي من العادات العميقة الجذور لدى الجعليين, ويمارسها كل الجعليين حتى الذين تخرجوا من الجامعات والذين اغتربوا في أوروبا في إجازاتهم، يقوم فيها العريس بجلد اشقائه وشباب عائلته في جو احتفالى خاص يحضره الجميع نساء ورجال وحتى اطفال. وطبعا يكون المقصد هو اثبات الفروسية والاحتمال لأبناء اسرة العريس والذي يجلد أيضا في نفس الاحتفال والغرض من ذلك إثبات الفروسية والشجاعة لهؤلاء الشباب, وعادة ماتسيل الدماء من الظهر والكتف بل قد يحتاج الواحد من هؤلاء لعلاج طويل حتى يبرأ ظهره من أثر الجلد.
وهذه الممارسة لها خصائص عكسية لرقص العروس فهى اثبات رجولى وعلنى لفروسية العريس واهله وخطاب اجتماعى تطمينى لأسرة العروس مفاده أن ابنتكم يحيط بها الفرسان.
9. المآتم
يسمى باللهجة السودانية "البكا" بكسر الباء، وهو لا يختلف كثيرا عن المآتم المتعارف عليها في أغلب الدول العربية. غير انه يختلف في بعض التفاصيل مثل اعتبار ان هذه المناسبة عادة ما يتصدى لها الجيران، باعتبار ان الموت يأتى بشكل مفاجئ، فيكون على الجيران اعداد سرادق العزاء التي تسمى الصيوان، والذهاب إلى المقابر وتجهيز قبر المتوفى. وعادة ما تتم الصلاة عليه في اقرب مسجد لسكنه وبعد الانتهاء من مراسم الدفن يمتد العزاء عادة لثلاث ايام ينصب فيها الصيوان للرجال فقط ويقوم شباب الحى بترتيب الوجبات، والبيات للقادمين للعزاء من بقاع بعيدة.
وهنالك عادة فريدة قل ما وجدت في الدول العربية الأخرى وهى طريقة التعزية السودانية وهى تتلخص في أن القادم إلى مكان العزاء وقبل التحية أو الجلوس يتوجب عليه ان يرفع يديه إلى الأعلى كمن يدعو الله ويقول بصوت مسموع كلمة : الفاتحة فيقوم بأستقباله اقرب الموجودون صلة بالمتوفى وتقرأ سرا أو بصوت منخفض سورة الفاتحة، أو يدعون للمتوفى بالرحمة والمغفرة.ثم يقدم الشاي والماء فقط، وتغيب مظاهر البهجة والأنس ويتحدث الناس عادة بصوت منخفض وعند المغادرة يتوجب على المغادر قرأة الفآتحة مرة أخرى بنفس الطريقة.